القائمة الرئيسية

الصفحات

أعراض التوحد عند الأطفال قبل سنتين من عمرهم

كأحد الوالدين فإنك ترغب فقط في مصلحة طفلك وأن يعيش سعيدا سليما ومعافى . لهذا ستفعل أي شيء لتحقيق هذا الهدف  .



عندما يتعلق الأمر بالتوحد لدى طفلك ، فإن أفضل وأهم شيء يمكنك فعله هو اكتشاف التوحد وعلاجه مبكرا قبل إتمامه السنة الثانية من عمره  . ولكن بغض النظر عن عمر طفلك ، فلا يجب فقدان الأمل . يمكن للعلاج أن يقلل من آثار هذا الإضطراب ويساعد طفلك على التعلم والنمو والإزدهار .

تظهر اضطرابات التوحد في الطفولة المبكرة ، مما يسبب في عرقلة نمو العديد من مجالات التنمية الأساسية ، مثل تعلم التحدث واللعب والتفاعل مع الآخرين . 

تختلف أعراض التوحد بشكل كبير بين الأطفال وكذلك تأثيرات . يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد من إعاقات خفيفة فقط ، بينما آخرون يواجهون المزيد من العقبات التي يجب التغلب عليها . ومع ذلك ، فإن أي طفل يعاني من التوحد يعاني مشكل ما على الأقل في أحد المجالات التالية : 

  • التفاعل مع الآخرين والعالم من حولهم 
  • التواصل اللفظي وغير اللفظي 
  • التفكير والتصرف بمرونة 

من المهم معرفة أن التدخل والعلاج المبكر والمكثف يساعد ، ويمكن أن يشكل فرقا كبيرا


كيف أكتشف علامات التوحد المبكرة في طفلي ؟


لا يوجد أحد أفضل منك بصفتك أحد الوالدين في تحديد علامات التوحد المبكرة في طفلك . بطبيعة الحال ، فأنت تعرفين طفلك أفضل من أي أحد آخر لأنك تراقبينه وتراقبين سلوكياته طوال اليوم . يمكن أن يكون طبيب الأطفال شريكا قيما ، ولكن هذا لا يستبعد أهمية ملاحظاتك وتجربتك . 

راقبي نمو وتطور طفلك . يشتمل التوحد على مجموعة متنوعة من التأخيرات النمائية . لذلك ، فمراقبة قدرات طفلك الإجتماعية والعاطفية والمعرفية هو وسيلة فعالة لتحديد ما إذا كانت هناك علامات مبكرة للتوحد أم لا . على الرغم من أن التأخر في النمو لا يشير تلقائيا إلى مرض التوحد ، إلا أنه قد يشير إليه كخطر محتمل بشكل كبير ويجب محاولة التدخل والعلاج بشكل مبكر . لا تنتظري !

إذا كان طفلك متأخرا بعض الشيء في التحدث أو المشي أو في أي مجال أو كنت تشكين في وجود مشكلة ، فقومي بمشاركة مخاوفك مع طبيبك على الفور دون أي انتظار .

يتم إخبار العديد من الآباء أو أولياء الأمور  ،"لا تقلق" أو "انتظر" . لكن الإنتظار هو أسوأ شيء يمكنك القيام به . فأنت تخاطرين بفقدان وقت ثمين في فترة يكون فيها للطفل آمال كبيرة جدا للتحسن . علاوة على ذلك ، سواء كان التأخر في النمو والتطور ناتجا عن التوحد أو أسباب أخرى فإنه يبقى أمر غير طبيعي ويحتاج الطفل إلى مساعدة وعلاج مستهدف من أجل تطوير المهارات غير النامية .

لسوء الحظ ، حتى الأطباء ذوي النوايا الحسنة قد يقللون من خطر الأعراض المبكرة للتوحد . لذلك ، أفضل شيء يمكنك فعله هو الثقة بغرائزك والإستماع إلى حدسك إذا كان يخبرك أن هناك شيء خاطئ في طفلك والثقة بذلك والذهاب إلى طبيب آخر ، أو اطلبي إحالة إلى أخصائي نمو الطفل .


التراجع أو الإنحدار من أي نوع هو علامة خطيرة على التوحد


بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد عادة ما يبدأون في تطوير مهارات الإتصال ثم يحدث إنحدار وتراجع في المهارات ، عادة ما بين سنة وسنتين من عمرهم . على سبيل المثال ، قد يتوقف الطفل الذي كان يتواصل بكلمات مثل "ماما" عن استخدام اللغة تماما ، أو قد يتوقف الطفل عن لعب الألعاب الإجتماعية التي اعتاد أن يستمتع بها مثل اللعب مع الوالدين أو الأخ أو التلويح "وداعا" باليدين .

ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد أي انحدار أو خسارة في الكلام أو الهذيان أو الإيماءات أو المهارات الإجتماعية على محمل الجد ، حيث أن الإنحدار هو علامة حمراء رئيسية لمرض التوحد .


أعراض مرض التوحد عند الرضع والأطفال الصغار


اكتشاف مرض التوحد مبكرا أمر مهم جدا ، لأنه يمكن لدماغ الطفل أن يستفيد من العلاج استفادة كاملة ويتطور بشكل طبيعي . على الرغم من صعوبة تشخيص مرض التوحد قبل سنتين من عمر الطفل ، غالبا ما تظهر الأعراض بين 12 و18  شهرا . إذا تم الكشف عن التوحد بعمر 18 شهرا ، فقد يساعد العلاج المكثف في تجديد وصلات الدماغ وعكس الأعراض .

الأعراض المبكرة للتوحد تتضمن غياب السلوكيات الطبيعية وليس وجود سلوكيات غير طبيعية ، وهذا ما يصعب من تحديدها . في بعض الحالات ، يساء تفسير الأعراض المبكرة لمرض التوحد على أنها علامات على وجود طفل جيد ، حيث قد يبدو الرضيع هادئ و مهذبا . ومع ذلك ، يمكنك اكتشاف العلامات المبكرة للتوحد إذا كنت تعرف ما الذي تبحث عنه .

الأعراض المبكرة للتوحد : 

  • لا يقوم الطفل بالتواصل بالعينين ، مثل النظر إليك عندما يتغذى أو يبتسم عندما تبتسمين 
  • لا يرد على اسمه أو أي صوت مألوف لديه 
  • لا يتبع الأشياء بصريا أو يتبع الإيماءات عندما تشيرين إلى الأشياء 
  • لا يصدر ضوضاء ليلفت انتباهك 
  • لا يرد على الحضن أو يحاول الوصول إليك إلى أن تلتقطينه 
  • لا يشير إلى وداعا بيديه أو يستخدم ايماءات أخرى للتواصل 
  • لا يلعب مع أشخاص آخرين أو يشارك الإهتمامات والتمتع - لا يقلد حركاتك وتعبير الوجه 

علامات التوحد الخطيرة


إذا رأيت هذه الأعراض ، فستحتاجين إلى إجراء تقييم فوري من قبل طبيب أطفال طفلك : 

  • قبل عمر 6 أشهر : لا توجد ابتسامات كبية أو تعبيرات دافئة وسعيدة 
  • قبل 9 أشهر : لا يصدر ويشارك الأصوات أو الإبتسامات أو تعبيرات الوجه بشكل مباشر 
  • قبل سنته الأولى من العمر : لا يستجيب إلى الإسم 
  • قبل سنته الأولى من العمر أيضا : لا يصدر أصوات لمحاولة التحدث 
  • قبل سنته الأولى من عمره : لا توجد إيماءات ذهابا وإيابا مثل التلويح أو الإشارة أو إظهار الإهتمام أو مد اليدين أو أي شيء للوصول 
  • قبل 16  شهر : لا توجد كلمات منطوقة 
  • بعد مرور سنيتن : لا توجد عبارات وجمل ذات معنى من كلمتين لا تتضمن التقليد والتكرار


أسباب مرض التوحد


يعتقد معظم العلماء أن التوحد ناتج في الغالب من عوامل وراثية . لكن الأبحاث الرائدة الجديدة تشير إلى أن العوامل البيئية قد تكون مهمة أيضا في تطور مرض التوحد . وأهم بيئة هي البيئة السابقة للولادة .

أسباب قبل الولادة قد تسهم في مرض التوحد : 

تناول مضادات الإكتئاب أثناء الولادة ، خاصة في الأسهر الثلاثة الأولى 
نقص التغذية في وقت مبكر من الحمل ، وخاصة عدم الحصول على ما يكفي من حمض الفوليك 
عمر الأم والأب 
المشاكل والمضاعفات عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة ، بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة وفقر الدم عند الوليد التعرض للملوثات الكيميائية ، مثل المعادن والمبيدات الحشرية أثناء الحمل 
التهابات الأمهات أثناء الحمل 


كيفية التقليل من خطر إصابة طفلك بالتوحد


  • تناول الفيتامينات : يساعد تناول 400  ميكروغرام من حمض الفوليك ويوميا على منع التشوهات الخلقية مثل السنسة المشقوقة . ليس هناك ما يكفي من الأبحاث التي تثبت أن تناول الفيتامينات يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالتوحد ، ولكن تناولها لا يمكن أن يضر 
  • يجب الحذر من أدوية الإكتئاب : يجب التحدث مع الطبيب حول جميع مخاطر وفوائد أدوية الإكتئاب . الإكتئاب غير المعالج في الأم أيضا يمكن أن يؤثر على الطفل  لاحقا . لذلك ، لا يعد قرار بسيطا تركها أو أخذها
  • الرعاية المنتظمة قبل الولادة  : تناول الطعام المغذي ومحاولة تجنب الإلتهابات ورؤية الطبيب لإجراء فحوصات منتظمة يمكن أن يزيد من فرص ولادة طفل سليم 


ماذا تفعلين إذا كنت قلقة ؟


إذا تأخر نمو طفلك أو لاحظت أي علامات مبكرة لمرض التوحد ، فحددي موعدا مع طبيب الأطفال . توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن يتلقى جميع الأطفال فحوصات تطورية روتينية ، وكذلك تشخيصات محددة لمرض التوحد في عمر 9 و 18 و 30 شهرا على التوالي .

إذا اكتشف طبيب الأطفال علامات محتملة للتوحد أثناء الفحص ، فيجب إحالة طفلك إلى أخصائي مثل أخصائي التنموية لإجراء تقييم شامل . لا يمكن استخدام أدوات الفحص لإجراء التشخيص ، وهذا هو سبب الحاجة إلى مزيد من التقييم . 

يمكن للأخصائي إجراء العديد من الإختبارات لتحديد ما إذا كان طفلك مصاب بالتوحد أم لا . على الرغم من أن العديد من الأطباء لن يقوموا بتشخيص طفل مصاب بالتوحد قبل 30 شهر من العمر ، ، إلا أنه سيتمكن من استخدام تقنيات الفحص لتحديد أعراض مرتبطة بمرض التوحد .

عملية تشخيص مرض التوحد صعبة ويمكن أن تستغرق بغض الوقت . لكن يمكنك الإستفادة من العلاج بمجرد أن تشكي في أن طفلك يعاني من تأخر في النمو . سوف يستفيد الطفل من التدخل المبكر سواء كان يستوفون المعايير الكاملة لاضطراب طيف التوحد أم لا . 
التنقل السريع